اللهم إنا نسألك هدىً وتوفيقًا، يا من علمت الإنسان ما لم يعلم، وهديته الطريق إلى نور الحق، نسألك أن ترشدنا إلى سبل الخير والصلاح، وأن تبارك لنا في أعمالنا وأقوالنا، وتغفر لنا ذنوبنا، وتنجينا من الفتن والمحن.
اللهم اجعلنا من أهل الهدى، وثبتنا على صراطك المستقيم. اللهم نور قلوبنا بحبك، وزين أرواحنا بطاعتك، ووفقنا لما تحب وترضى. اللهم لا تتركنا في غفلة عن ذكرك، ولا تبتلنا بمصائب تجعلنا ننسى أن نرفع أيدينا إليك بالدعاء.
اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك. اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، اللهم اجعل لنا من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، ومن كل بلاء عافية.
اللهم اجعلنا من أهل الجنة، وارزقنا الفردوس الأعلى من غير حساب ولا سابقة عذاب. اللهم اجعلنا من الذين إذا ذكروا عندك دعاك، وإذا سألوك أعطيت، وإذا استغاثوا بك استجبت. اللهم اجعلنا من أهل الهدى، ووفقنا لأحسن الأعمال، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.
مقال عن دعاء الهدى:
الدعاء هو مفتاح للرحمة الإلهية، وهو وسيلة للمؤمنين لطلب الهداية والنجاة من الضلال. يعتبر “دعاء الهدى” من الأدعية التي يطلب فيها المسلم من ربه الهداية في كل جوانب الحياة. الهداية في الإسلام لا تقتصر على هداية الدين فحسب، بل تشمل أيضًا الهداية في الحياة اليومية، في القرارات التي نتخذها، وفي مساراتنا المهنية والاجتماعية. فهي طلب من الله أن يعيننا على اتخاذ القرارات الصائبة، وأن يوفّقنا لاتباع الطريق الصحيح.
يبدأ المسلم في دعاء الهدى بالاعتراف بضعفه أمام الله، ويُظهر احتياجه المستمر إلى الهداية. فهذا الدعاء يُعتبر تعبيرًا عن التواضع، حيث يقرّ العبد بأنه في حاجة دائمة للهداية والرشاد. وبما أن الحياة مليئة بالتحديات والاختيارات، يحتاج المسلم إلى التوجيه من الله ليبقى على المسار المستقيم.
واحدة من أهم جوانب الدعاء بالهدى هو أنه لا يقتصر على الفترات الصعبة أو المحن، بل يجب أن يُدعى به في كل وقت. المسلم يسعى إلى الهداية سواء كان في لحظات الفرح أو الحزن، وهذا يُظهر عظمة الله ورحمتِه التي تشمل جميع جوانب حياة المؤمن. كما أنه يُظهر التزام الشخص بأن يكون قلبه دائمًا مستنيرًا بنور الله، وأنه لا يعتمد على نفسه فقط، بل على الله في كل شيء.
من خلال دعاء الهدى، يسعى المسلم إلى الحصول على التوفيق في اختياراته اليومية، بداية من الأمور الصغيرة وحتى القرارات الكبيرة التي قد تؤثر على حياته وحياة من حوله. الهداية، في هذا السياق، لا تعني مجرد العلم بالحق، بل تتضمن أيضًا القدرة على التمسك به وتطبيقه في الحياة اليومية.
الدعاء بالهدى هو أيضًا دعاء شامل، يطلب المسلم من خلاله الهداية لأنفسهم ولأسرهم ومجتمعهم. فالهدى ليس أمرًا فرديًا فقط، بل هو طلب جماعي يمكن أن يعمَّ التأثير الإيجابي على الجميع. المسلم يسعى ليكون سببًا في هداية الآخرين، سواء بالكلمة الطيبة أو بالمثال الحسن الذي يُظهره في حياته.
اللهم اجعلنا من الذين يسيرون على صراطك المستقيم، واهدنا إلى ما فيه خير لنا في الدنيا والآخرة، ووفقنا لاتباع سُنة رسولك الكريم.
