مفهوم الفقه المقارن

الفقه المقارن: دراسة الشريعة الإسلامية من منظور متعدد.

الفقه المقارن هو فرع من فروع علم الفقه الذي يهدف إلى مقارنة بين آراء المدارس الفقهية المختلفة في الإسلام، وذلك من خلال دراسة المسائل الفقهية المتنوعة التي طرأت عبر العصور والتي اختلف فيها الفقهاء. يقوم هذا النوع من الفقه على جمع آراء الأئمة المعتبرين من المذاهب الفقهية الأربعة: الحنفي، المالكي، الشافعي، والحنبلي، فضلاً عن مذهب الشيعة وغيرها من المذاهب الإسلامية الأخرى.

 أولا.أهمية الفقه المقارن:

من أبرز فوائد الفقه المقارن أنه يساعد في إبراز التنوع الذي شهدته الأمة الإسلامية في تفسير وتطبيق الشريعة. فهو لا يقتصر على مقارنة الآراء بين المذاهب الفقهية السنية فحسب، بل يمتد ليشمل أيضاً المذاهب الشيعية والزيدية والإباضية، مما يفتح المجال للتفكير العميق في كيفية تفسير النصوص الشرعية في ضوء مختلف الظروف والزمان والمكان.

الفقه المقارن يعزز فهم الباحثين في كيفية الوصول إلى الحكم الشرعي، ويُسهم في تقريب وجهات النظر بين الفقهاء والمجتهدين في مختلف المدارس الفكرية. كما يعين المسلم على تحديد الموقف الشرعي الأكثر ملاءمة لظروفه الشخصية والاجتماعية، ويشجعه على التفكير في كيفية التعايش مع تعدد الآراء في مجتمعاته.

ثانيا.أهداف الفقه المقارن:

1. تعميق الفهم والتفاهم بين المذاهب:

من خلال دراسة الاختلافات والاتفاقات بين المذاهب، يُمكن للمسلمين أن يتفهموا الآراء الفقهية المختلفة وأن يتقبلوا التعددية في الاجتهادات.

2. توسيع الأفق الفقهي:

بفضل الفقه المقارن، يستطيع المسلمون الاطلاع على آراء متعددة لمشاكل واحده مما يمكنهم من اختيار الرأي الأكثر توافقاً مع حاجاتهم وحاجات مجتمعهم.

3. التقريب بين المفاهيم الدينية:

يساعد الفقه المقارن على تقديم حلول فقهية تعزز الوحدة بين مختلف المذاهب الإسلامية، وهو الأمر الذي يساعد على حل الخلافات القائمة بين الجماعات الإسلامية المختلفة.

ثالثا.أساسيات الفقه المقارن:

الفقه المقارن يعتمد في المقام الأول على دراسة الأدلة الشرعية التي يستند إليها كل مذهب فقهى. هذه الأدلة تشمل:

1.القرآن الكريم:

وهو المصدر الأول والأسمى للتشريع الإسلامي.

2.السنة النبوية:

ثاني مصدر للتشريع ويشمل الأحاديث التي رواها الصحابة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

3.الإجماع:

وهو اتفاق العلماء على حكم معين في مسألة فقهية.

4.القياس:

استخدام العقل في التوصل إلى أحكام فقهية مستنبطة من النصوص الشرعية.

عند مقارنة المسائل الفقهية، يهتم الفقيه المقارن بمقارنة آراء المذاهب في تفسير هذه الأدلة وكيفية تطبيقها في الحياة اليومية.

رابعا:الإختلافات بين المذاهب الفقهية:

الاختلاف بين المذاهب الفقهية في الإسلام ليس في جوهر الشريعة نفسها، بل في كيفية فهمها وتفسيرها. مثلاً، في مسألة الصلاة، تختلف بعض المذاهب في عدد من التفاصيل مثل كيفية غسل اليدين قبل الصلاة أو ترتيب الركعات، بينما تتفق المذاهب جميعها على وجوب الصلاة كركن من أركان الإسلام.

خاتمة:

إن الفقه المقارن له دور كبير في تقريب الشقة بين المذاهب الإسلامية المختلفة وتقديم فهم أوسع وأعمق للشريعة الإسلامية. كما يساعد في تزويد المسلمين بأدوات فكرية تمكنهم من التعامل مع تحديات العصر الحديث. من خلال دراسة الفقه المقارن، يمكن للمسلمين أن يتعلموا كيفية التوفيق بين الاجتهادات المختلفة، مما يعزز من وحدة ا

لأمة الإسلامية رغم اختلاف مدارسها الفكرية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Review Your Cart
0
Add Coupon Code
Subtotal