مقدمة:

تُعد السمنة من أكبر التحديات الصحية في القرن الحادي والعشرين، حيث ترتبط بعدة أمراض مزمنة مثل السكري، ارتفاع ضغط الدم، أمراض القلب، وتوقف التنفس أثناء النوم. وفي حين أن النظام الغذائي الصحي والرياضة يعتبران الخط الأول للعلاج، فإن جراحة السمنة تمثل حلاً فعالًا عندما تفشل الوسائل التقليدية في تحقيق النتائج المرجوة.

أولا.ما هي جراحة السمنة؟:

جراحة السمنة، أو جراحة إنقاص الوزن، هي مجموعة من العمليات الجراحية التي تهدف إلى تقليل كمية الطعام التي يستطيع الجسم تناولها أو امتصاصها، مما يؤدي إلى فقدان الوزن. تُجرى عادةً للأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة، خصوصاً عندما يكون مؤشر كتلة الجسم (BMI) أعلى من 40، أو أعلى من 35 مع وجود مشاكل صحية مرتبطة بالسمنة.

ثانيا.أنواع جراحات السمنة:

1. تكميم المعدة (Gastric Sleeve)

يتم فيها إزالة جزء كبير من المعدة، مما يقلل من حجمها بنسبة تصل إلى 80%.

الفائدة: تقليل الشهية وسرعة الشبع.

النتائج: فقدان حوالي 60–70% من الوزن الزائد خلال أول عام.

2. تحويل المسار (Gastric Bypass):

يتم فيها تصغير حجم المعدة وتجاوز جزء من الأمعاء الدقيقة.

الفائدة: تقليل الامتصاص والسعرات الحرارية.

النتائج: فقدان حوالي 70–80% من الوزن الزائد.

3. ربط المعدة (Adjustable Gastric Banding):

تركيب حلقة قابلة للتعديل حول الجزء العلوي من المعدة.

الفائدة: تقليل كمية الطعام المتناولة.

النتائج: أقل فعالية من التكميم والتحويل، وتستخدم بشكل أقل اليوم.

4. تحويل مسار البنكرياس والاثني عشر (BPD/DS):

جراحة معقدة جداً مخصصة للحالات الشديدة.

الفائدة: فعالية عالية، ولكنها تتطلب مراقبة غذائية دقيقة.

ثالثا.الفرق بين جراحة السمنة وشفط الدهون:

من المهم التفريق بين جراحة السمنة وعمليات شفط الدهون:

_ جراحة السمنة شفط الدهون

_الهدف علاج السمنة المرضية تحسين الشكل الجمالي فقط

النتائج فقدان وزن كبير ودائم إزالة دهون موضعية محدودة

التأثير الصحي تقليل خطر الأمراض المزمنة لا تؤثر على الصحة العامة بشكل كبير

رابعا.فوائد جراحة السمنة:

_فقدان وزن كبير ومستدام.

_تحسن في الأمراض المزمنة مثل السكري والضغط.

_زيادة جودة الحياة والنشاط البدني.

_تحسين الحالة النفسية.

خامسا.المخاطر والمضاعفات المحتملة:

كأي عملية جراحية، هناك بعض المخاطر مثل:

النزيف أو العدوى.

تسرب في خط التدبيس.

نقص في الفيتامينات والمعادن.

الحاجة للمتابعة الغذائية المستمرة.

سادسا.الحياة بعد الجراحة:

تتطلب جراحة السمنة التزاماً طويل الأمد يشمل:

تغييرات في نمط الغذاء

تناول مكملات غذائية.

ممارسة الرياضة بانتظام.

متابعة طبية مستمرة.

خاتمة:

تمثل جراحة السمنة حلاً فعالاً لمن يعانون من السمنة المفرطة ولم تنجح معهم الوسائل التقليدية. لكن نجاحها لا يعتمد فقط على الجراحة نفسها، بل على التزام المريض بتغيير نمط حياته. فهي ليست “حلاً سحرياً”، بل بداية جديدة نحو نمط حياة أكثر صحة وسعادة.