مقدمة:

الفصام (Schizophrenia) هو اضطراب نفسي معقد يؤثر على طريقة تفكير الشخص، مشاعره وسلوكه. يتميز بحدوث خلل في تفسير الواقع، وقد يصاحبه هلوسات، أو أوهام، أو اضطرابات فكرية وعاطفية. وعلى الرغم من ارتباطه في أذهان البعض بالعنف أو الخطورة، فإن معظم المصابين به مسالمون، ويحتاجون إلى الدعم والرعاية.

1.تعريف الفصام:

الفصام هو اضطراب دماغي مزمن، يبدأ عادة في أواخر المراهقة أو بداية مرحلة الشباب، ويستمر مدى الحياة. يسبب صعوبة في التمييز بين الواقع والخيال، وقد يضعف القدرات الاجتماعية والوظيفية للمريض.

2.أعراض الفصام:

تنقسم أعراض الفصام إلى ثلاث مجموعات رئيسية:

أ.الأعراض الإيجابية:

مثل الهلوسات (سماع أصوات غير موجودة)، والأوهام (معتقدات خاطئة)،

ب.الأعراض السلبية:

مثل ضعف التعبير العاطفي، الانسحاب الاجتماعي، فقدان الدافع والاهتمام.

ج.الأعراض المعرفية:

مثل ضعف التركيز، اضطراب الذاكرة، وصعوبة في اتخاذ القرارات.

ثانيا.أسباب الفصام:

لا يوجد سبب واحد محدد للفصام، لكن هناك مجموعة من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة به، منها:

1.عوامل وراثية:

وجود تاريخ عائلي للمرض يزيد من احتمالية الإصابة.

2.عوامل بيئية:

مثل التعرض للفيروسات أو مشاكل أثناء الولادة.

3.اختلالات كيميائية في الدماغ:

خاصة في النواقل العصبية مثل الدوبامين والسيروتونين.

4.عوامل نفسية واجتماعية:

مثل الضغوط النفسية الشديدة أو الصدمات العاطفية.

ثالثا.طرق التشخيص:

يُشخَّص الفصام عادة عبر مقابلة سريرية شاملة يجريها طبيب نفسي مختص، مع الاستناد إلى معايير تشخيصية محددة (مثل معايير DSM-5). لا توجد فحوصات مخبرية محددة لتشخيص الفصام، لكن قد تُستخدم بعض الفحوصات لاستبعاد أمراض أخرى.

رابعا.العلاج:

رغم أن الفصام مرض مزمن، فإن العلاج يساعد كثيرًا في السيطرة على الأعراض وتحسين نوعية الحياة، ويشمل:

1.العلاج الدوائي:

أدوية مضادة للذهان تُخفف من الأعراض الإيجابية.

2.العلاج النفسي:

مثل العلاج السلوكي المعرفي لدعم المريض في التعامل مع أعراضه.

3.برامج التأهيل:

لمساعدة المرضى على استعادة مهاراتهم الاجتماعية والمهنية.

4.دعم الأسرة:

حيث تلعب العائلة دورًا مهمًا في تقديم بيئة مستقرة للمريض.

خاتمة:

الفصام ليس حُكمًا بالإقصاء أو الفشل. مع التشخيص المبكر، والعلاج المناسب، والدعم النفسي والاجتماعي، يمكن للمصابين أن يعيشوا حياة مستقرة ومنتجة. لا بد من نشر الوعي حول الفصام لمحاربة الوصمة الاجتماعية التي تلاحق المرضى، ولخلق مجتمع أكثر تفهمًا ورحمة.