التعامل مع نزلات البرد و الانفونزا

مقدمة: فهم طبيعة العدوين الشائعين – نزلات البرد والإنفلونزا

تُعد نزلات البرد والإنفلونزا من أكثر الأمراض الفيروسية انتشارًا على مستوى العالم، حيث تصيب ملايين الأشخاص سنويًا وتتسبب في تعطيل الأنشطة اليومية وتكبد الأنظمة الصحية أعباءً اقتصادية كبيرة. على الرغم من تشابه بعض الأعراض بينهما، إلا أنهما ناتجان عن فيروسات مختلفة وينطويان على اختلافات في شدة الأعراض والمضاعفات المحتملة. فهم طبيعة هذين المرضين الشائعين وآليات التعامل معهما يمثل أهمية قصوى للأفراد والمجتمعات على حد سواء.

تتميز نزلات البرد، التي غالبًا ما تكون ناجمة عن فيروسات الأنف (Rhinoviruses)، بأعراض خفيفة إلى متوسطة تشمل سيلان الأنف وانسداده، والتهاب الحلق، والسعال، والعطس، وقد يصاحبها صداع خفيف أو ألم في الجسم. عادة ما تستمر أعراض نزلات البرد لمدة تتراوح بين 7 إلى 10 أيام وتزول تلقائيًا دون الحاجة إلى تدخل طبي متخصص في معظم الحالات.

في المقابل، تُعد الإنفلونزا مرضًا تنفسيًا معديًا تسببه فيروسات الإنفلونزا (Influenza viruses)، ويمكن أن تتراوح شدة أعراضها من خفيفة إلى حادة. تشمل الأعراض الشائعة للإنفلونزا الحمى (غالبًا ما تكون مرتفعة)، والقشعريرة، وآلام العضلات والمفاصل الشديدة، والصداع، والتعب والإرهاق الشديدين، بالإضافة إلى أعراض الجهاز التنفسي مثل السعال الجاف والتهاب الحلق وسيلان الأنف. يمكن أن تؤدي الإنفلونزا في بعض الحالات، خاصة لدى الفئات الأكثر عرضة للخطر مثل كبار السن والأطفال الصغار والأشخاص الذين يعانون من حالات طبية مزمنة، إلى مضاعفات خطيرة مثل الالتهاب الرئوي والتهاب الشعب الهوائية وتفاقم الحالات المرضية الموجودة.

يهدف هذا المقال العلمي المطول إلى تقديم نظرة شاملة حول كيفية التعامل الفعال مع نزلات البرد والإنفلونزا، بدءًا من استراتيجيات الرعاية الذاتية لتخفيف الأعراض، مرورًا بأهمية الراحة والترطيب، وصولًا إلى دور الأدوية المتاحة بوصفة ودون وصفة طبية، وأهمية استشارة الطبيب في الحالات التي تستدعي ذلك. كما سنسلط الضوء على التدابير الوقائية التي يمكن اتخاذها للحد من انتشار هذه الأمراض الشائعة.

1. الرعاية الذاتية وتخفيف الأعراض في المنزل: أساس التعامل مع الحالات الخفيفة

في معظم حالات نزلات البرد والإنفلونزا الخفيفة، يمكن للرعاية الذاتية في المنزل أن تلعب دورًا محوريًا في تخفيف الأعراض وتعزيز عملية الشفاء الطبيعية للجسم. تشمل استراتيجيات الرعاية الذاتية ما يلي:

  • الراحة الكافية: منح الجسم الوقت والفرصة الكافية للراحة يساعد جهاز المناعة على مكافحة العدوى بفعالية أكبر. يُنصح بالحصول على قسط كافٍ من النوم (عادةً 7-9 ساعات للبالغين) وتجنب الإجهاد البدني المفرط مثل ممارسة التمارين الرياضية الشاقة أو القيام بأنشطة مرهقة. يمكن أن يساعد أخذ قيلولة قصيرة خلال النهار أيضًا في تعزيز عملية الشفاء.
  • الترطيب الجيد: شرب كميات كافية من السوائل يساعد في الحفاظ على رطوبة الأغشية المخاطية في الأنف والحلق، مما يسهل طرد المخاط ويقلل من جفاف الحلق. تشمل السوائل الموصى بها الماء النقي، والعصائر الطبيعية المخففة بالماء لتجنب تهيج الحلق بسبب الحموضة، والمرق الصافي قليل الصوديوم الذي يوفر أيضًا بعض الإلكتروليتات، والشاي الدافئ (مثل شاي الأعشاب أو الشاي الأسود الخفيف) مع إضافة العسل الطبيعي الذي له خصائص مهدئة ومضادة للميكروبات، وشرائح الليمون الغنية بفيتامين C. يجب تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين والكحول لأنها يمكن أن تسبب الجفاف.
  • استخدام مرطب الجو: يمكن أن يساعد استنشاق الهواء الرطب في تخفيف احتقان الأنف وتهدئة التهاب الحلق. يمكن استخدام جهاز ترطيب الجو في غرفة النوم أو غرفة المعيشة، مع الحرص على تنظيف الجهاز بانتظام لمنع نمو العفن والبكتيريا. بدلاً من ذلك، يمكن استنشاق بخار الماء الدافئ عن طريق الجلوس في حمام مملوء بالبخار أو الانحناء فوق وعاء به ماء ساخن وتغطية الرأس بمنشفة لاستنشاق البخار بحذر.
  • الغرغرة بالماء المالح الدافئ: يمكن أن تساعد الغرغرة عدة مرات في اليوم بمحلول ملحي دافئ (نصف ملعقة صغيرة من الملح في كوب من الماء الدافئ) في تخفيف التهاب الحلق وتهدئته وتقليل التورم. يُنصح بالغرغرة لمدة 15-30 ثانية ثم بصق المحلول.
  • استخدام قطرات أو بخاخات الأنف المالحة: يمكن أن تساعد هذه المنتجات التي تحتوي على محلول ملحي متساوي التوتر أو مفرط التوتر في تخفيف احتقان الأنف عن طريق ترطيب الممرات الأنفية وتسهيل طرد المخاط السميك واللزج. يمكن استخدامها عدة مرات في اليوم حسب الحاجة.

2. الأدوية المتاحة دون وصفة طبية: تخفيف الأعراض بشكل مؤقت

تتوفر العديد من الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية ويمكن أن تساعد في تخفيف أعراض نزلات البرد والإنفلونزا بشكل مؤقت. من المهم قراءة التعليمات الموجودة على العبوة واتباع الجرعات الموصى بها بدقة لتجنب الآثار الجانبية المحتملة، واستشارة الصيدلي إذا كانت لديك أي أسئلة أو مخاوف بشأن التفاعلات الدوائية المحتملة مع أدوية أخرى تتناولها أو إذا كنت تعاني من حالات طبية معينة. تشمل هذه الأدوية:

  • مسكنات الألم وخافضات الحرارة: مثل الباراسيتامول (Paracetamol) والإيبوبروفين (Ibuprofen)، والتي يمكن أن تساعد في تخفيف الحمى والصداع وآلام الجسم والعضلات. يجب الانتباه إلى الجرعة القصوى الموصى بها وعدم تجاوزها. الباراسيتامول يعتبر آمنًا لمعظم الأشخاص عند استخدامه بالجرعة الموصى بها، بينما قد لا يكون الإيبوبروفين مناسبًا للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في المعدة أو الكلى أو الربو.
  • مضادات الاحتقان الأنفية: تتوفر على شكل أقراص أو كبسولات (عن طريق الفم) أو بخاخات أو قطرات أنفية (موضعية). تعمل عن طريق تضييق الأوعية الدموية في الأنف لتقليل الاحتقان والضغط. يجب استخدام بخاخات الأنف المزيلة للاحتقان التي تحتوي على مواد مثل أوكسي ميتازولين (Oxymetazoline) أو زايلوميتازولين (Xylometazoline) لفترة قصيرة فقط (عادة لا تزيد عن 3 أيام) لتجنب تفاقم الاحتقان عند التوقف عن استخدامها (احتقان ارتدادي). مضادات الاحتقان الفموية قد ترفع ضغط الدم وقد لا تكون مناسبة للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو مشاكل في القلب.
  • مضادات الهيستامين: يمكن أن تساعد في تخفيف سيلان الأنف والعطس وحكة العين أو الأنف والحلق، ولكن بعض أنواعها القديمة (مثل ديفينهيدرامين – Diphenhydramine) قد تسبب النعاس بشكل كبير، مما قد يؤثر على القدرة على القيادة أو تشغيل الآلات الثقيلة. تتوفر أنواع أحدث من مضادات الهيستامين (مثل لوراتادين – Loratadine وسيتيريزين – Cetirizine) التي تقلل من النعاس.
  • مذيبات البلغم والمقشعات: قد تساعد في تسييل المخاط السميك في الصدر وتسهيل طرده عند السعال. غوايفينيسين (Guaifenesin) هو مقشع شائع الاستخدام. يجب شرب الكثير من السوائل عند استخدام هذه الأدوية للمساعدة في تسييل المخاط.
  • أدوية السعال: تتوفر أنواع مختلفة من أدوية السعال، منها مثبطات السعال التي تساعد في تقليل الرغبة في السعال الجاف والمزعج (مثل دكستروميثورفان – Dextromethorphan)، ومقشعات السعال التي تساعد في طرد البلغم (مثل غوايفينيسين). يعتمد اختيار نوع دواء السعال على طبيعة السعال (جاف أو مصحوب ببلغم). لا يُنصح بإعطاء أدوية السعال والبرد للأطفال دون سن 6 سنوات إلا تحت إشراف الطبيب.

3. الأدوية المضادة للفيروسات المتاحة بوصفة طبية: علاج الإنفلونزا في الحالات المعينة

تتوفر أدوية مضادة للفيروسات يمكن أن تكون فعالة في علاج الإنفلونزا، ولكنها تحتاج إلى وصفة طبية من الطبيب. تعمل هذه الأدوية عن طريق منع تكاثر فيروس الإنفلونزا في الجسم، وبالتالي تقليل شدة الأعراض وتقصير مدة المرض (عادة بيوم أو يومين) وتقليل خطر حدوث المضاعفات الخطيرة مثل الالتهاب الرئوي والتهاب الشعب الهوائية وتفاقم الحالات المرضية الموجودة.

تكون الأدوية المضادة للفيروسات أكثر فعالية عندما يتم تناولها في غضون 48 ساعة (ويفضل خلال 24 ساعة) من بدء ظهور الأعراض. عادة ما يتم وصف هذه الأدوية للفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة بمضاعفات الإنفلونزا، مثل كبار السن (65 عامًا فما فوق)، والأطفال الصغار (أقل من 5 سنوات، وخاصة أقل من سنتين)، والنساء الحوامل وبعد الولادة (حتى أسبوعين بعد الولادة)، والأشخاص الذين يعانون من حالات طبية مزمنة (مثل الربو وأمراض الرئة المزمنة الأخرى، وأمراض القلب باستثناء ارتفاع ضغط الدم المتحكم به، وأمراض الكلى، وأمراض الكبد، واضطرابات الدم، واضطرابات الغدد الصماء مثل داء السكري، وضعف جهاز المناعة بسبب أمراض مثل فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز أو الأدوية المثبطة للمناعة، والأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة). تشمل بعض الأدوية المضادة للفيروسات الشائعة:

  • أوسيلتاميفير (Oseltamivir): يتوفر على شكل كبسولات أو سائل ويؤخذ عن طريق الفم.
  • زاناميفير (Zanamivir): يتوفر على شكل مسحوق للاستنشاق باستخدام جهاز خاص. لا يُنصح به للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في التنفس مثل الربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن.
  • بيراميفير (Peramivir): يُعطى عن طريق الحقن الوريدي مرة واحدة.
  • بالوكسافير ماربوكسيل (Baloxavir Marboxil): يتوفر على شكل أقراص ويؤخذ عن طريق الفم كجرعة واحدة.

يجب على المرضى تناول هذه الأدوية تمامًا كما وصفها الطبيب وإكمال دورة العلاج الموصوفة.

4. متى يجب استشارة الطبيب؟ علامات الخطر التي تستدعي التدخل الطبي

على الرغم من أن معظم حالات نزلات البرد والإنفلونزا تتحسن تلقائيًا، إلا أن هناك بعض العلامات والأعراض التي تستدعي استشارة الطبيب لتقييم الحالة بدقة وتلقي الرعاية الطبية المناسبة لتجنب المضاعفات المحتملة. تشمل هذه العلامات والأعراض:

  • صعوبة في التنفس أو ضيق في الصدر أو أزيز عند التنفس.
  • ألم مستمر أو ضغط في الصدر.
  • دوار أو تشوش ذهني مفاجئ أو فقدان الوعي.
  • قيء شديد أو مستمر يمنع تناول السوائل.
  • حمى مرتفعة (أكثر من 39 درجة مئوية أو 102 درجة فهرنهايت) ومستمرة لأكثر من بضعة أيام (أكثر من 3-4 أيام).
  • تفاقم الأعراض بشكل ملحوظ بعد فترة قصيرة من التحسن الأولي.
  • علامات الجفاف (مثل قلة التبول أو عدم التبول لمدة 8 ساعات أو أكثر، وجفاف الفم والجلد، والدوخة عند الوقوف).
  • ألم شديد في الجيوب الأنفية أو الأذن مصحوب بحمى أو إفرازات.
  • سعال مصحوب ببلغم أخضر أو أصفر كثيف أو دم.
  • تفاقم الحالات الطبية المزمنة الموجودة بشكل ملحوظ.
  • ظهور أعراض الإنفلونزا لدى الأطفال الصغار (خاصة الرضع أقل من 3 أشهر) حيث يمكن أن تكون العدوى أكثر خطورة في هذه الفئة العمرية.

يجب على الفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة بمضاعفات الإنفلونزا (المذكورة سابقًا) استشارة الطبيب بمجرد ظهور أعراض الإنفلونزا للنظر في إمكانية تناول الأدوية المضادة للفيروسات في أقرب وقت ممكن.

5. التدابير الوقائية للحد من انتشار نزلات البرد والإنفلونزا: مسؤولية فردية ومجتمعية

تعتبر التدابير الوقائية أساسية للحد من انتشار نزلات البرد والإنفلونزا في المجتمع وحماية الأفراد من الإصابة، خاصة وأن هذه الأمراض تنتشر بسهولة عن طريق الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس أو التحدث. تشمل هذه التدابير:

  • التطعيم ضد الإنفلونزا: يُعد التطعيم السنوي ضد الإنفلونزا الطريقة الأكثر فعالية للوقاية من الإصابة بالإنفلونزا ومضاعفاتها. يُوصى بالتطعيم لجميع الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 6 أشهر فما فوق، خاصة الفئات الأكثر عرضة للخطر والعاملين في مجال الرعاية الصحية والأشخاص الذين يعيشون مع أو يعتنون بأفراد معرضين للخطر. يجب الحصول على التطعيم سنويًا لأن فيروسات الإنفلونزا تتغير باستمرار.
  • غسل اليدين بانتظام: غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل، خاصة بعد السعال أو العطس وقبل تناول الطعام وبعد استخدام دورة المياه وبعد لمس الأسطح العامة، يساعد في إزالة الفيروسات والجراثيم ومنع انتشارها. يمكن استخدام معقم اليدين الكحولي الذي يحتوي على 60% على الأقل من الكحول إذا لم يكن الماء والصابون متاحين.
  • تجنب لمس الوجه: يمكن للفيروسات أن تنتقل من اليدين الملوثة إلى الفم والأنف والعينين، وهي بوابات دخول رئيسية للعدوى، لذا يُنصح بتجنب لمس الوجه باليدين غير المغسولتين قدر الإمكان.
  • تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس: استخدام منديل ورقي لتغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس والتخلص من المنديل على الفور في سلة مهملات مغلقة، أو السعال أو العطس في ثنية المرفق إذا لم يكن المنديل متاحًا.
    • المضادات الحيوية تعالج نزلات البرد والإنفلونزا: هذا اعتقاد خاطئ تمامًا. المضادات الحيوية هي أدوية تستخدم لعلاج العدوى البكتيرية فقط، وهي غير فعالة ضد الفيروسات التي تسبب نزلات البرد والإنفلونزا. استخدام المضادات الحيوية بشكل غير ضروري يمكن أن يساهم في ظهور سلالات بكتيرية مقاومة للأدوية، مما يجعل علاج العدوى البكتيرية في المستقبل أكثر صعوبة.
    • التعرض للبرد يسبب نزلات البرد والإنفلونزا: على الرغم من أن نزلات البرد والإنفلونزا تكون أكثر شيوعًا في فصل الشتاء، إلا أن سببها المباشر هو الإصابة بالفيروسات وليس التعرض للبرد نفسه. ومع ذلك، قد يلعب الطقس البارد دورًا في زيادة انتشار الفيروسات عن طريق دفع الناس إلى قضاء المزيد من الوقت في الأماكن المغلقة حيث يكون الاتصال الوثيق أكثر احتمالًا، وقد يؤثر أيضًا على جهاز المناعة بشكل طفيف.
    • يمكن علاج الإنفلونزا بنجاح بالأدوية المتاحة دون وصفة طبية فقط: في حين أن الأدوية المتاحة دون وصفة طبية يمكن أن تخفف الأعراض المزعجة لنزلات البرد والإنفلونزا، إلا أنها لا تعالج الفيروس نفسه ولا تقلل من مدة المرض. في حالات معينة، خاصة لدى الفئات المعرضة للخطر، قد تكون الأدوية المضادة للفيروسات الموصوفة طبيًا ضرورية لتقليل شدة المرض وخطر حدوث المضاعفات.
    • فيتامين C يمنع نزلات البرد والإنفلونزا بشكل كامل: على الرغم من أن فيتامين C يلعب دورًا في دعم جهاز المناعة، إلا أن الأدلة العلمية لا تدعم فكرة أنه يمكن أن يمنع نزلات البرد والإنفلونزا بشكل كامل. ومع ذلك، قد يساعد تناول فيتامين C بانتظام في تقليل مدة أعراض البرد وشدتها لدى بعض الأشخاص.
    • اللقاح ضد الإنفلونزا يسبب الإصابة بالإنفلونزا: هذا اعتقاد خاطئ شائع. لقاح الإنفلونزا يحتوي على فيروسات إنفلونزا مقتولة أو معطلة، وبالتالي لا يمكن أن يسبب الإصابة بالإنفلونزا. قد يعاني بعض الأشخاص من آثار جانبية خفيفة بعد التطعيم مثل ألم أو احمرار في موقع الحقن أو حمى خفيفة أو آلام في الجسم تستمر ليوم أو يومين، وهي علامات على استجابة جهاز المناعة للقاح.تجنب الاتصال الوثيق بالمرضى: محاولة الابتعاد عن الأشخاص المصابين بنزلات البرد أو الإنفلونزا قدر الإمكان للح

      د من خطر انتقال العدوى.

      • تنظيف وتطهير الأسطح: تنظيف وتطهير الأسطح التي يتم لمسها بشكل متكرر (مثل مقابض الأبواب ولوحات المفاتيح والهواتف وأسطح الطاولات) باستخدام منظفات منزلية أو مطهرات يمكن أن يساعد في قتل الفيروسات والجراثيم التي قد تكون موجودة عليها.
      • البقاء في المنزل عند المرض: إذا كنت تعاني من أعراض نزلات البرد أو الإنفلونزا، فمن المهم البقاء في المنزل وعدم الذهاب إلى العمل أو المدرسة أو الأماكن العامة لتجنب نشر العدوى للآخرين. يُنصح بالبقاء في المنزل حتى مرور 24 ساعة على الأقل بعد زوال الحمى دون استخدام أدوية خافضة للحرارة.
      • تحسين التهوية: فتح النوافذ لتهوية الأماكن المغلقة بانتظام يمكن أن يساعد في تقليل تركيز الفيروسات المحتملة في الهواء.
      • اتباع ممارسات صحية عامة: الحفاظ على نظام غذائي صحي ومتوازن، والحصول على قسط كاف من النوم، وممارسة النشاط البدني بانتظام يمكن أن يساعد في تعزيز جهاز المناعة وجعلك أقل عرضة للإصابة بالعدوى.

      6. المفاهيم الخاطئة الشائعة حول نزلات البرد والإنفلونزا: تبديد الأساطير

      هناك العديد من المفاهيم الخاطئة الشائعة حول نزلات البرد والإنفلونزا والتي قد تؤدي إلى ممارسات غير صحيحة وتأخير الحصول على الرعاية المناسبة. من المهم تبديد هذه الأساطير بناءً على الأدلة العلمية:

    الخلاصة: إدارة واعية ومسؤولة لنزلات البرد والإنفلونزا

    تُعد نزلات البرد والإنفلونزا جزءًا لا مفر منه من التجربة الإنسانية، ولكن فهم طبيعتها واتباع استراتيجيات التعامل الصحيحة يمكن أن يخفف من أعراضها ويقلل من مدتها ويمنع انتشارها. تعتمد الإدارة الفعالة على الرعاية الذاتية في الحالات الخفيفة، واستخدام الأدوية المتاحة دون وصفة طبية لتخفيف الأعراض بشكل مؤقت مع الالتزام بالتعليمات والتحذيرات، واللجوء إلى الطبيب عند ظهور علامات الخطر أو في حالات الإنفلونزا لدى الفئات المعرضة للخطر لتلقي العلاج المناسب بالأدوية المضادة للفيروسات في أقرب وقت ممكن. والأهم من ذلك، فإن تبني التدابير الوقائية مثل التطعيم السنوي ضد الإنفلونزا، وغسل اليدين بانتظام، وتجنب لمس الوجه، وتغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس، وتجنب الاتصال الوثيق بالمرضى، والبقاء في المنزل عند المرض، وتنظيف وتطهير الأسطح، وتحسين التهوية، واتباع ممارسات صحية عامة، يمثل مسؤولية فردية ومجتمعية للحد من انتشار هذه الأمراض الشائعة وحماية صحة الجميع. إن الوعي والمعرفة المستندة إلى الأدلة العلمية هما أفضل أدواتنا في التعامل مع هذه التحديات الصحية الموسمية وتقليل تأثيرها على حياتنا وحياة مجتمعاتنا.

Review Your Cart
0
Add Coupon Code
Subtotal