أقوال التابعين في تفسير القرآن الكريم:

القرآن الكريم هو المصدر الأول للتشريع في الإسلام، وتفسيره يعد من أسمى العلوم التي اهتم بها علماء الأمة الإسلامية منذ فجر الإسلام. وقد كان للتابعين دور كبير في تفسير القرآن الكريم، حيث كانوا يلقون الضوء على معانيه ويفسرون آياته بما يتناسب مع سياقها وواقعهم. التابعون هم الذين عاصروا الصحابة وسمعوا منهم، وقد كانوا يتمتعون بفهم عميق للقرآن وسنة النبي صلى الله عليه وسلم. في هذا المقال، سنتناول بعض أقوال التابعين في تفسير القرآن الكريم، ودورهم في هذا العلم الجليل.

 

أولا.من هم التابعون؟:

التابعون هم الجيل الذي جاء بعد الصحابة، ويمثلون الجيل الثاني من المسلمين الذين لم يروا النبي صلى الله عليه وسلم ولكنهم عاصروا الصحابة وتعلموا منهم. كان التابعون من كبار العلماء والمفسرين الذين ساهموا في شرح معاني القرآن الكريم وتبيين دلالاتها. من أشهر التابعين الذين برعوا في التفسير: مجاهد بن جبر، سعيد بن جبير، عطاء بن أبي رباح، والضحاك بن مزاحم.

ثانيا.دور التابعين في تفسير القرآن الكريم:

كان التابعون في فترة نشوء علوم التفسير، وكان لهم فضل كبير في تطور هذا العلم، حيث قاموا بشرح معاني القرآن الكريم بناءً على ما تلقوه من الصحابة. وقد اعتمد التابعون على عدة مصادر في تفسيرهم، أهمها:

1. القرآن الكريم نفسه:

فقد كانوا يفسرون القرآن ببعضه البعض، أي أنه إذا كانت آية معينة غامضة، كانوا يبحثون عن آيات أخرى تشرح معناها.

2. سنة النبي صلى الله عليه وسلم:

التفسير عن طريق الأحاديث النبوية التي توضّح معاني بعض الآيات.

3. أقوال الصحابة:

حيث نقلوا عن الصحابة الذين عاشوا مع النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا يعرفون تفسير الآيات.

ثالثا.أقوال لبعض التابعين في تفسير القرآن:

1. مجاهد بن جبر:

يعتبر مجاهد بن جبر من أبرز علماء التفسير في عصر التابعين، وقد نقل عنه العديد من التفسيرات للآيات القرآنية. كان مجاهد يفسر القرآن الكريم بأسلوب بسيط وموضح، ويهتم بتوضيح مفردات القرآن من خلال اللغة العربية وأساليبها. وقد كان يقول: “إذا كنت تود أن تفهم القرآن فافهمه من خلال لسان العرب”. وقد فسر مجاهد الكثير من الآيات التي تخص الأحكام الشرعية والقصص القرآني.

2. سعيد بن جبير:

كان سعيد بن جبير أحد أعلام التفسير في العصر الأموي، وقد نقل عنه العديد من الأقوال في تفسير القرآن. كان سعيد بن جبير يولي اهتمامًا خاصًا للآيات التي تتعلق بالأحكام الشرعية، وكان معروفًا بفهمه العميق في تفسير القرآن وسعيه لتحري الدقة في تفسير معاني الكلمات.

3. عطاء بن أبي رباح:

يعتبر عطاء بن أبي رباح من التابعين الذين تركوا أثراً كبيرًا في تفسير القرآن الكريم. كان يفسر القرآن بناءً على ما رواه الصحابة من أقوال النبي صلى الله عليه وسلم، وكان له دور بارز في تفسير العديد من الآيات المتعلقة بالقصص القرآني.

4. الضحاك بن مزاحم:

كان الضحاك بن مزاحم من أبرز المفسرين في عصر التابعين، وكان يهتم بتفسير القرآن الكريم وفقًا لما ورد من روايات عن الصحابة، وكان يربط بين الآيات القرآنية وحياة الناس. كان الضحاك يركز على تفسير الآيات التي تتعلق بالوعيد والجزاء.

رابعا.المنهج الذي اتبعه التابعون في التفسير:

1. التفسير بالمأثور:

وهو التفسير الذي يعتمد على النقل عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة، وهو أحد أصول التفسير المعتمدة عند التابعين. كانوا يعتمدون على الأحاديث الصحيحة وأقوال الصحابة في تفسير الآيات، مثل تفسير الصحابي عبد الله بن عباس الذي كان يُعتبر من أبرز المفسرين من الصحابة.

2. التفسير اللغوي:

كان التابعون يحرصون على دراسة لغة القرآن وتفسير معاني الكلمات حسب سياقها في الآيات. وكانوا يعتقدون أن فهم اللغة العربية والبلاغة هو أساس لفهم مراد الله في القرآن.

3. التفسير الفقهي:

كان التابعون يفسرون القرآن بناءً على أحكام الشريعة التي استنبطوها من الآيات القرآنية. مثل تفسير الآيات التي تتعلق بالعبادات والمعاملات، وقد تطور هذا المنهج ليصبح أساسًا لعلم أصول الفقه في الفترات اللاحقة.

خاتمة:

كان للتابعين دور كبير في تفسير القرآن الكريم، حيث ساهموا في توضيح معاني الآيات وفهم مراد الله سبحانه وتعالى. وقد اعتمدوا في تفسيرهم على النقل عن الصحابة، وفهم اللغة العربية، وروايات النبي صلى الله عليه وسلم. إن أقوال التابعين في تفسير القرآن تُعد من المصادر المهمة التي ساعدت في بناء علم التفسير، وقد أثرت في الأجيال التالية من العلماء الذين قاموا بتطوير هذا العلم.

 

Review Your Cart
0
Add Coupon Code
Subtotal